قد لا يستطيع الإنسان منا سواء رجلا كان أو امرأة أن ينأى عن البكاء,
ويظهر متماسكا فى المواقف الحزينة والمؤثرة والمفرحة أحيانا
فالبعض يجد من الدموع سببا للراحة من التعب والمعاناة..
فهى تغسل أوجاعهم وتطهر نفوسهم...
وإن ظلت المشكلة
فى مفاهيم خاطئة عند بعض الناس
تفرض على الرجل الشرقى أن يكون صلبا قويا لا يذرف دموعه أبدا أمام الآخرين
حتى لا يتهمونه بالضعف وعدم القدرة على مواجهة مشكلات الحياة,
بل قد يصل الأمر بالبعض إلى نزع صفة الرجولة منه إذا بكى
ويقولون:
إنه(يبكى مثل الأطفال) !!!
فمجتمعاتنا الشرقية لا تقبل بكاء الرجل وتربطه بصفة نشأ عليها منذ صغره,
على عبارة واحدة مأثورة...( لا تبك فأنت راجل) !!
رغم أنه فى بعض المواقف قد يبكى دون أن يشعر لأنه إنسان وله مشاعر وأحاسيس
تماما كالمرأة.
وقد أكدت بعض الدراسات فى مصر والدول العربية
أن المرأة ترفض صورة الرجل الباكى وتنفر من دموعه حتى لو كانت لأسباب إنسانية,
فهى لا تحب أن ترى دموع زوجها أو شريك حياتها بصفة خاصة..
ترى متى يبكى الرجل ؟
وكيف تنظر المرأة إلى بكاء الرجل؟؟
بعض آراء الرجال ...
يرى البعض أن الرجل الذى يتمتع بصفات الرجولة لا يمكن أن يبكى إلا عندما يتعرض لموقف يخدش كرامته بأى شكل من الأشكال
كأن يشعر بالإهانة فى مكان عمله ولا يستطيع التصرف
أو أن يسمع كلمة جارحة من إنسان عزيز عليه مثل زوجته أو أبنائه
أو عندما يتعرض للخيانة من أحد المقربين إليه ...
هنا فقط يتخلى الرجل عن كبريائه ويعبر عن مشاعر حزنه بالبكاء
مثله مثل سائر البشر -وإن كانت دموع الرجل عزيزةعليه- كما يقولون...
وقد يبكى الرجل عندما يحدث له شىء غير متوقع سواء كان فرحا أو حزنا
وهنالا يمكن أن ينظر إلى هذا البكاء على أنه ضعف
فالرجل أولا وأخيرا إنسان له مشاعر وقلب
والصورة التى كونها المجتمع الشرقى عن الرجولة أنها تعنى الصمود والجمود
وتحجر القلب وبالتالى عدم البكاء بل واعتبار البكاء دليل على الضعف
ورأيى الخاص أن هذا الاعتقاد ظالم ويجرد الرجل من إنسانيته وينكر عليه أشياء فىطبيعته البشرية يحتاج إليها من حين لآخر...
ويقول شاب :"أبكى عندما أشعر بخطاياى التى اقترفتها وما يجعلنى أبكى أكثر هو
شعورى بعظمة الله وحجم دناوتى وخطيئتى وعصيانى
فالله صبور على المعاصى ورحيم غفار للخطايا
فعندما أبكى توبة من ذنوبى ومعصيتى ... أشعر براحة وسلام فى قلبى "
حقا أحيانا قد يزيد بكاء الرجل من تجلى رجولته وقوته
وأحيانا يكون بكاؤه نتيجة لضعفه وشفقة منه على نفسه
وليس الحل هنا هو أن يكف عن البكاء حتى يظهر قويا لأن قلبه سيظل باكيا...
ولكن الحل هو أن يعالج مناطق ضعف شخصيته.
وعن نظرة المرأة ..
فإنها تختلف باختلاف طبائع وسمات الشخصية,
فقد تحترم المرأة ألم الرجل عندما يبكى من أجل أشياء تستحق..
وعندها تصبح دموع الرجل بين يديها ثقة كبيرة من الرجل بها وحب كبير
يؤدى لتدفق نهر من الحنان والحب لدى المرأة تجاهه
لا ينقص أبدا من احترامها له
وإنما يوثق الارتباط بينهما
والاحتياج الطبيعى من آدم لحواء..
أما عن بعض آراء النساء فــ إليكم....
تؤكد بعض النساء أن بكاء الرجل شىء طبيعى ولا يحتاج البحث عن أسباب وتفاسير
أ ليس الرجل مثل المرأة؟؟
له أحاسيس ومشاعر..
ومن الطبيعى أن يتعرض لأزمات مختلفة أو مشاكل ومواقف مؤلمة أو يتعرض لفقدان شخص عزيز يحبه؟؟
فيبكى ويعبر عن أحزانه وأوجاعه
ويعبر أيضا عن المشاعر التى تجول بداخله من حب أو حنان بالبكاء..
لذا لا يمكن للمرأة أن تنظر إليه على أنه شخص ضعيف
وإن كان الموقف يختلف::...
إذا كان الرجل باكيا وشاكيا بصفة مستمرة
ويذرف دموعه فى أمور بسيطة لا تستدعى البكاءوالحزن..
وهناك رأى آخر يقول أن
لرجل يجب ألا يبكى لاى موقف صعب مثل المرأة التى تبكى وتظهر ضعفها كثيرا
وهذا لا يتحكم فيه الإنسان
وإنما الطبيعة البشرية جعلت المرأة رقيقة المشاعر
والرجل صلبا قويا
فالرجل مثلا إذا أراد البكاء يفضل أن يكون منعزلا لا يراه أحد
ولا يبكى بسهولة إلا إذا تعرض لمواقف عصيبة وضغوط كثيرة
ووجد الأبواب مغلقة أمامه
ولم يستطع مجابهة قسوة الظروف .
هكذا ترسخت صورة الرجل فى أذهاننا
فالرجل القوى هو من لا ترى المرأة دموعه
لأنه رمز التحمل والصلابة
ولا يجب أن ينهار بسهولة ...
وتقول بعض الآراء أن
الرجل كثير البكاء
يحمل بجوفه قلب طفل محب ومشاعر مرهفة...
فقد يظل الرجل يبكى زوجته أو أحد أبنائه الذين رحلوا عن الدنيا عرفانا وحبا
وليس ضعفا
وقد يتأثر بموقف ما فــ يبكى
وهذا لا يمكن أن يوصف أبدا بالضعف
فالبكاء نعمة كبيرة من عند الله عز وجل
تريح الإنسان وتشعره ببشريته.
.
.
.أهــلا ..وسـهـلأ بـكـم في.
.
بالورد والبخوور .
الأربعاء 16 يناير 2019, 02:20 من طرف 
