أهل الرياء والنفاق

عجباً لأهل الرياء والنفاق ، ممن يزينون أعمالهم للناس والله يعلم ما في صدورهم وما يخفون في نفوسهم ، عجباً لمن يزين أعماله لمخلوقين مثله قال الله تعالى : (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)) اعمل ما شئت زتعبد كيف شئت وتصدق على من تشاء ولكن إذا لم تكن خالصة لوجه الله عز وجل بنية صادقة سيجعلها الله يوم القيامة هباء منثورا مردودة على صاحبها فأهل الرياء كانوا يعملون أعمالاً في الدنيا كانوا يرونها حسنات بدت لهم يوم القيامة سيئات لأنها كانت لوجه الناس تزيناً وتبهرجاَ .. قال الله تعالى : (( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )) فهذه آيتهم والقرآن الكريم يخاطبهم في عديد من الآيات فلا إله إلا الله ....
كم يهمنا أن يرانا الناس ونعجبهم حتى لو كانوا لا يفقهون ، وكم تعجبنا أنفسنا وأقوالنا والله أعلم بسرائرنا وخطايانا ، إن الله لا ينظر إلى صورنا وأجسامنا ولكن ينظر إلى عمالنا وقلوبنا ، فالأعمال مرتبطة بنية القلوب ، فلا تنتظر ثناءً من أحد ولا تطلب الثمن على أعمالك ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألاأخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟؟ قالوا بلى يا رسول الله قال : الشرك الخفي ، ويقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه )) نعوذ بالله من الشرك الخفي فهو للقلب المرائي ، وما أعظم خطره على الصالحين والصالحات ، فانظر إلى علامات الرياء وإذا كانت فيك خصلة من خصال الرياء فسارع وعالجها بنية صادقة واجعل في قلبك خوفا من غضب الله ومن سوء الخادمة ومن خزي الحياة والممات ..
عــــــلامات الريــاء :

فمنها أن يقوم العبد إلى العبادة بكسل وهووحده يكون مجتهداً ، إذا كان بين الناس فذلك قول الله تعالى : ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)) ويزيد في العمل إذا أثني عليه وينقص إذا ذم به ولا يذكر الله إلا قليلا ، وإذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا وعد غدر وإذا خاصم فجر إذا كان أمام الناس كان عابداً ذاكراً طائعاً وإذا خلا بمحارم الله انتهكها ، أو أنه أما الناس يؤدي العبادة ويذكر أنه صالح ولكن إذا كان لوحده تشاغل واستهزأ وسخر والله أعلم بما يفعل الظالمون نسأل الله الاخلاص له ..
المنافقين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ، بخلاء لا ينفقون في سبيل الله ، فذلك قوله تعالى : ((المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون )) يكرهون نصرة المسلمين ويحبون نصرة الكفار ويريدون أذية المسلمون والمسلمات وذلك قول الله تعالى : ((وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً )) المنافقون ذلك السوس الذي ينخر في جسد الأمة الاسلامية منذ زمن النبوة والى اليوم ، وحتى يرث الله الأرض ، وما يريدون أن يتكلم داعية ، ما يريدون هداية الناس ، ما يريدون أن يؤمر بمعروف ولا أن ينهى عن منكر ، إذا ذكرت الله تعالى اشمأزت قلوبهم وإذا ذكر الفاسقين إذا هم يستبشرون ، ولهم ألف وجه بعد ما ضاع وجههم ، فلا تدري أي الوجوه تصدق ، ملعونين اينما ثقفوا قاتلهم الله أني يؤفكون ، إن المنافقين جراثيم وبكتيريا ، لسان حالهم لن تستريح قلوبنا حتى لا نرى على الأرض موحد ، يظهرون لك غير ما يسرون لعنهم الله فهم في الدرك الأسفل من النار ..
فاحذر يا عبد الله أن يقال عنك يوم القيامة كذبت ، ويكون الناس يوم القيامة سجداً لرب العالمين وأنت بينهم مع المرائين لا تستطيع السجود فيقول لك الله تعالى اذهب وخذ ثوابك من الذين كنت تعمل لهم .... نعوذ بالله من السمعة والنفاق والرياء ...
ونسأل الله العظيم أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله تعالى .... وأن يبارك الله تعالى فيه ..........

سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

لك الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم
يسعدني ويشرفني مروركم العطر

دمت بحفظ الله ورعايته.